مــرارة الألم وطيـــور الأمل
أقبل الليل ... وكم أخشى منه فكل يوم يقبل ليلي اخشى فيه على وطني , وبلدي وكل أهلي كلما أقبل الليل أغدو وأعود مهرولا بين نبأ وخبر ومستجدات الحدث بين فر وكر خائفا كطفل تاه عن امه في الميدان يسأل عنها العيون في كل مكان أكاد أشك اني حيا فقد نالت مني الهموم والشجون فتارة اعيش بين أمل وبين وهم وتارة يكتب دمعي كلمة همت تفر من أسرها بصدري وخاطري فاذ بالسجان يعيدها مرة أخرى الى أسرها
لكن ما استسلمت أنا ولا سلمت ............ فاذ بقلبي يطير من صدري كي يفصح عن كلمة , يبوح عنها ويشتكيها وحينما أراد ينطقها سمعت نداء خفيا يأمرني بالصمت ونسيان الأمر
لكن ما استطعت انسى أو ينساني الفكر
لأن هذه الكلمة ليست بكلمة عادية أو عابرة حيث فيها الحياة والوجدان فيها الحب والانسان
هي الوطن ......... عشنا ونعيش فيه حياتنا بكل ما فيها وما عليها , فهو مقر اقامة الانسان وسكنه ومأواه, واليه انتماؤه ولد به أو لم يولد.
ليتنا نعي وندرك مدى خطورة الأمر مصر بلدنا ليس مثل اي بلد أو مكان آخر ولنتذكر أن مصر حظيت بذكر الله جل علاه في قرآنه , مصر بلد الأمن والأمان
الا تستحق منا غض النظر عن كبرياء البشر الواهي الواهن ؟
الا تستحق منا نسيان ماض ذهب وتولى ؟
الا تستحق منا الالتفاف ولم الشمل والتوحد حول فكر واحد وهدف واحد ؟
لازال النسيم عليلا يحمل الفراشات ويبعثرها في رياح عاتية وأجواء باكية شاكية بين همسات الصمت وبين التيارات السائدة تتأرجح على ازهارالفكر والأرق بين فـر وكـر وتحلق طيور الأمل وتصر على الطيران ضد التيار - كم أود أهمس لها وتسمعني كلما طار طائر وارتفع الا وكما طار وقع فعليك ايتها الطيور لا تحلقي ضد التيار والقوى بين أجواء صاخبة صارخة ورياح عاتية وعاصفة وعليك نسيان الماضي حيث درجت عقود وحقب من الزمن تحت مظلة القهر والشجن وكنت أسيرة منزلقة وعالقة في نفق مظلم تجرعت فيه مرارة الألم والاضطهاد و كتم الانفاس , وهذا لا يعيبك شيئا بل كنت وأهلي نشفق عليك ونشجب ودين ونستنكر لا بايدينا شيئا نفعله في ظل البطش والسلطة الطاغية في العهد السابق
واليوم اصبحت حرة ابية تطيري كما تشائين ومتى تريدين تنهي وتأمري فأفيقي أيتها الطيور المغردة أفيقي وكوني من ذوات الالباب , الست من اهل الحكمة والفضيلة؟!
ولا تخافي أبدا أو تهربي فنحن منك وأنت منا
واعلمي وافهمي جيدا تعبنا وأهلي وأجهدنا الطريق ومشقة الحياة وقسوة حكام طاغية متسلطة وصلابة قلوب غافلة فهي كالحجارة أو أشد قسوة , كم عانيت وأهلي من ضيق العيش واغتيال الفكر والحرية وازهاق روح الديموقراطية واهانة الكرامة الانسانية في ظل ضياع وغياب العدالة الاجتماعية ومغالبة المصالح الشخصية على واجبات الوطنية..
ويجب على كل انسان وكل التيارات بمختلف أنواعها وتفاوت منطقها ومنهجها والقوى ومراكزها وتباين فصائلها ان تضع امام نصب عينيها الحكمة والقول المأثور
اجمع ما شئت فيوما ترحل كما جئت .