تمخض الجبــــل فولـــد فـــأرا
ولنتذكر أن مصر أنجبت ولا زالت تنجب لنا أجيالا وأجيالا مستنيرة في كافة مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية فمصر دائما وأبدا رائدة في كافة المجالات والمناحي الحياتية :
في الأدب العربي الدكتور طه حسين والأديب الكبير نجيب محفوظ وغيرهم …..
في العلم والتكنولوجيا دكتور أحمد زويل و الدكتور فاروق الباز والدكتورة سميرة موسى وغيرهم …..
في العلوم العسكرية الفريق سعد الدين الشاذلي والجمصي وانور السادات ومبارك وغيرهم
ولسنا هنا بصدد سرد السيرة الذاتية لكل من أجاد وأجاز وتفوق ولكن ما نود ان نشير اليه وننوه عنه اننا نفتخر ونعتز ونقدر كل من لفظته ارحامنا ورحم الامة المصرية من علماء وخبراء ومثقفين الى آخره….
وقد لا يعنيني رموز الدولة بقدر ما يعنيني الدولة نفسها فالدولة والوطن هو الرحم الذي ينجب الاجيال المستنيرة بنور الامل واليقين فالاشخاص زائلون
وهذا لا يعني انقاص اوزانهم وقيمتهم التاريخية او بخس حقوقهم وقدر الانسان لأننا بشر وكل بن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون فلما اقيل هذا أو استبعد ذاك لم أحزن عليه بقدر ما حزنت فيه على اهدار دولة المواطنة والقضاء عليها بقدر ما أحزنني الركض بدفع الاكتاف التي كانت في يوم من الايام ملتصقة ملتفة متلاحمة في ثورة الخامس والعشرين من يناير التي اطاحت بالنظام السابق بحسناته وسيئاته بعيوبه ومزاياه – هذا الدفع المبني على السيادة والاغلبية من قبل جماعة الاخوان لكل طرف واي طيف يقف امامها او يعترضها حتى وان كان طرفا اصيلا في ثورة الخامس والعشرين من يناير ويجب علينا ان نرى بعين الحيادية وعدم الانحياز ومنظار العدل فالاخوان في حقيقة الامر ليسوا هم من قاموا بالثورة وفي الوقت نفسه في اليوم الذي كان فيه الثوار بالميدان يعانون ويتألمون ويتكبدون الخسائر في النفس والروح كان الاخــوان يمدون يد العون من خلال الموج مدت ولكن ليس لغريق كما نظم شاعرنا ابراهيم ناجي بل كانت تمد حتي ينجو النظام السابق اما بالمواساة او أو التأثير وفض الميدان أو لايجاد حلول بديلة وحينما شعروا بانهيار النظام او على وشك الانهيار انحازوا الى الطرف الاصيل وتركوا الجبل تَمَخّض الجَبَل فَوَلَد فَأراً ولكن هيهات فربك شاء وأراد وانما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون , { قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ { .
ولا اقصـــــــد بقولي وحديثى استنكــــار موقف الاخــــوان المسلميــــن أو تجريحهم او تخوينهم ولا أقصد ان اعيبهم في تجاربهم السياسية ولكن ما اريد ان اقوله بايجاز شديد ان جماعة الاخوان عليها ان تعلم وتعي وتدرك تماما انها اذا اعتلت منبر الحكم والسلطة فهي وصلت وتمكنت من حكم مصر بفضل الله ثم بفضل وتضحيات الثوار الاحرار و دم الشهداء الابرار وكل طيف وتيار ساهم وشارك في الثورة وعليها ادراك رغبة وارادة الشعب المصري وايمان كل مصري واعي في احياء دولة المواطنة تلتزم فيها الدولة بواجبات وحقوق كل المصريين دون تهميش او تمييز او اقصاء وبناء واقامة دولة اسلامية حديثة تحترم سيادة القانون والدستور , ينبغي على جماعة الاخوان اعادة حساباتهم ومراجعة انفسهم والتوقف عن ممارساتهم السياسية المتناقضة أحيانا و المتنافية والمناهضة للديمقراطية واحتواء القوى السياسية المعارضة وفهم واستيعاب الحق والعدل والكيل بميزان واحد لبناء وطن واحد .