.. بسم الله الرحمن الرحيم ..
.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الغضب من الأمور التي حذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم في كثير من الأحاديث الشريفة ..
فيروي البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أوصني ،قال لا تغضب فردد مراراً ، قال : لا تغضب ..
ويروي الطبراني عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له : دلني على عمل يدخلني الجنة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تغضب ولك الجنة. .
ويعرض أبو إسلام أحمد بن علي في كتاب(40موقفا غضب فيها النبي صلى الله عليه وسلم ) ..
مواقف عديدة غضب فيها النبي صلى الله عليه وسلم ..
فكيف ذلك وهويوصي الناس بعدم الغضب ..؟؟!!
ويقول الكاتب أن ذكر غضب النبي صلى الله عليه وسلم في أسباب مختلفة مرجعها إلى أن ذلك كله كان في أمر الله تعالى , وأظهر الغضب في هذه المواقف ليكون أوكد في الزجر عنها والبعد عن فعلها .. فهو معلم البشرية وهاديها إلى الصراط المستقيم. .
من هذه المواقف حينما جاء العباس بن عبد المطلب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له : يا رسول الله إن قريشا إذا لقي بعضهم بعضاً لقوهم ببشر حسن ، وإذا لقونا لقونا بوجوه لانعرفها ، قال فغضب النبي صلى الله عليه وسلم غضباً شديداً وقال : والذي نفسي بيده لا يدخل قلب الرجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله ..
ومنها ماورد عن أبي هريرة حيث يقول : أن رجلاً شتم أبا بكر والنبي صلى الله عليه وسلم جالس ، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعجب ويتبسم فلما أكثر .. رد عليه بعض قوله ، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقام..
فلحقه أبو بكر فقال: يا رسول الله ، إنه كان يشتمني وأنت جالس فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت ، قال : إنه كان معك ملك يرد عنك ، فلما رددت عليه بعض قوله حضر الشيطان فلم أكن لأقعد مع الشيطان ، ثم قال صلى الله عليه وسلم :يا أبا بكر ثلاث كلهن حق ما من عبد ظُلم بمظلمة فيغضي عنها لله إلا أعزه الله تعالى بها ونصره ..
وما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة إلا زاده الله بها كثرة ، وما فتح رجل باب مسألة يريد بها كثرة إلا زاده الله عز وجل بها قلة..
وغضب النبي صلى الله عليه وسلم غضباً شديداً حين جاءه رهط من اليهود فقالوا : يا محمد هذا الله خلق الخلق فمن خلقه ، فغضب النبي حتى امتقع لونه ثم ساورهم غضبا لربه ..
فجاءه جبريل فسكنه وقال : اخفض عليك جناحك يا محمد ، وجاءه من الله جواب ماسألوه عنه بقوله تعالى
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد* اللَّهُ الصَّمَد*لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ)..
فلما تلاها عليهم النبي قالوا صف لنا ربك كيف خلقه وكيف عضده وكيف ذراعه ،فغضب النبي أشد من غضبه الأول ، ثم ساورهم فأتاه جبريل فقال مثل مقالته ،وأتاه بجواب ما سألوه عنه
وَمَا قَدَرُوااللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) ..
وعن عكرمة عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي فجاءه أبو جهل فنهاه أن يصلي ، فأنزل الله قوله تعالى: ( أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْدًا إِذَا صَلَّى * أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَى الْهُدَى * أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى * أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى * أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى*كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ * نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ) ..
فقال لقد علم أني أكثر هذا الوادي ناديا فغضب النبي صلى الله عليه وسلم فتكلم بشيء ، قال داود ولم أحفظه ، فأنزل الله قوله تعالى : ( فَلْيَدْعُ نَادِيَه*سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ )..
فقال بن عباس : فوالله لو فعل لأخذته الملائكة من مكانه ..